فضاء حر

ما هكذا تؤكل الكتف يا وزارة الكهرباء..؟

يمنات

عبده العبدلي

أعلنت وزارة الكهرباء أنها ستقوم بإيصال التيار الكهربائي إلى عدد من المحافظات عبر محطة رأس كتيب بالحديدة، لكن المضحك في الأمر أن الحديدة التي توجد فيها هذه المحطة محرومة من الكهرباء و هذه قمة السخرية بأبناء هذه المحافظة الذين لم يجدوا من ينصفهم سوى بالكلام، و إلا فما معنى أن تحرم من الكهرباء، بينما المحافظات تستمد الكهرباء منها، و ربما أن هذا كما يقول المثل حكم بني مطر في سوقهم و هذا حكم هذه الوزارة التي ترى بعين واحدة فقط.

هذه البدعة التي ابتكرتها وزارة الكهرباء سبقها عدد من الوزارات و كلهم سيتم إدخالهم في موسوعة الابتكار العالمي .. فبالله عليكم هل يدخل العقل أن تكون الحديدة مصدر الكهرباء و لا توجد فيها .. و الأهم أن صندوق الخدمات الذي تم إنشاؤه لخدمة الحديدة و تنميتها لم يتمكن من تشغيل الكهرباء رغم أن أهم أهدافه هو إيصال التيار الكهربائي إلى الحديدة التي تحتاج إليه أكثر من أي محافظة، بحكم أنها منطقة حارة و في الصيف يكون الاحتياج للكهرباء أكثر من اي وقت و بالتأكيد أن كل الوزارات تتهرب من مسئولياتها تجاه الحديدة و أبناءها ما جعل هذه المحافظة محرومة من أبسط الخدمات رغم ما نسمعه من جعجعة في وسائل الإعلام، لكنها بدون طحين و بدون ابسط الحقوق لهؤلاء المساكين و المظلومين.

الحديدة و ما أدراك ما الحديدة إنها إحدى أكثر المحافظات و المناطق مظلومية في هذا العالم، حيث معظم الخدمات تنتهي قبل أن تصل إليها و رغم الحرب التي تشهدها معظم مناطقها إلا أنها بعيدة عن البال، بما فيها ذلك الصندوق الذي ولد ميتا و مازال في موته السريري و لن نعترف به إلا في حالة وجدنا منه خيرا و أهم شيء هو إيصال التيار الكهربائي إلى الحديدة حتى نبدأ نلمس خيراته و نعترف به، إما دون ذلك لا يمكن الاعتراف به.

وزارة الكهرباء عليها أولا الاعتذار للحديدة و أبناء الحديدة و أن تقوم بإيصال التيار الكهربائي ثانيا .. و توفير الخدمات الضرورية عبر الصندوق و ليس غيره كما ان على الحكومة التي تعمل في واد و أبناء الحديدة في واد آخر عليها أيضا الاعتذار و تشكيل لجنة طوارئ صحيحة لمعرفة احتياجات هذه المحافظة الكبيرة و المهمة، و بالتالي توفيرها لها لأن أبناء هذه المحافظة يستحقون كل التقدير و لابد من تعزيز صمودهم في مواجهة العدوان و ليس كما فعلت وزارة الكهرباء التي تبحث عن اذن جحا في صنعاء و ذمار و إب، بينما هي لديها في الحديدة، و هذه هي الكارثة فليس من المنطق حرمان مئات الالاف من أبناء هذه المحافظة من التيار الكهربائي و هم يشاهدون الأبراج تمر من مناطقهم و قراهم لكنها لا تسمن و لا تغني من جوع بالنسبة لهم على الاقل.

في الختام لابد من رسالة نوجهها إلى الحكومة و من قبلها القيادة بضرورة الاهتمام بالحديدة و أبنائها و العناية بهم و ليس تركهم كما فعلت وزارة الكهرباء التي طبقت قول الشاعر “كالعيس في البيداء يقتلها الضما .. والماء فوق ظهورها محمول” و تقوم بإيصال التيار الكهربائي من الحديدة إلى مناطق أخرى و تحرم الحديدة من الكهرباء، و هذا الأمر برسم القيادة التي نأمل فيها خيرا و لاشك أنها ستصدر توجيهات إلى الحكومة بتوفير الخدمات للمواطنين في الحديدة و أهمها الكهرباء.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى